دعم الإبداع في عام الاقتصاد الإبداعي

الدكتور بسام الزعبي

بتاريخ 9/9/2021 كتبت مقالاً نشرته عدة صحف ومواقع الكترونية، تحت عنوان (دعم المبتكرين ورواد الأعمال)، طرحت من خلاله فكرة تأسيس (صندوق لدعم المبتكرين ورواد الأعمال)؛ ضمن معايير شفافة وعادلة، معيارها الأول والأخير قوة الفكرة وامكانية تطبيقها ونجاحها على أرض الواقع.

واقترحت أن يرصد لهذا الصندوق (مبدئياً) مبلغ (مليون دينار) سنوياً، ويتم تخصيص فئات دعم مالية محددة وفق قوة الفكرة التي يُطلب الدعم لها، وقد تتراوح تلك الفئات بين 5 – 25 ألف دينار كمرحلة أولى، بحيث يتم دعم 50 – 100 مشروع سنوياً، على أمل الخروج بعدد من المشاريع الناجحة التي تضعنا في مقدمة أكثر الدول ابتكاراً وريادة، وتوفر فرص عمل للشباب والشابات، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني بشكل عام.

بتاريخ 17/10/2021 نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية؛ مقالاً للمهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة المصري السابق، تحت عنوان: ("الاقتصاد الإبداعي".. حينما يكون الابتكار أساساً لبناء الدول)، وذلك بالتزامن مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2021 على أنه (عام الاقتصاد الإبداعي)، والذي يميل معاليه لتعريفه على أنه (تفاعل الإبداع البشري والتكنولوجيا والمعرفة؛ فهو الاقتصاد الذي يُبنى على توليد وتسويق الإبداع).

إذاً نحن نعيش في عام (الاقتصاد الإبداعي) عالمياً؛ ولكن ماذا فعلنا في هذا العام لدعم الإبداع والمبدعين؟؟، وماذا نخطط لمستقبلهم؟؟، وكيف سنستفيد من قدراتهم وأفكارهم؟؟، ومن هي الجهات التي تتبناهم وتستثمر بهم؟؟، وكيف يمكن أن يكون المبدعون أحد المساهمين في نهضتنا الاقتصادية بشكل عام؟؟، وكيف يمكن أن يحققوا نقلة نوعية لهم ولوطنهم في شتى المجالات؟؟.

مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" عرف الصناعات الإبداعية بأنها (دورات خلق وإنتاج وتوزيع السلع والخدمات التي تستخدم الإبداع ورأس المال الفكري كمدخلات رئيسية)، وهذا يعني أن الإبداع هو استثمار ورأس مال مهم وقوي لبناء الاقتصادات الوطنية بشكل عام، وعلى الدول العربية أن تهتم به كأحد محركات النمو الاقتصادي الدائمة؛ فقد أظهر موشر الابتكار العالمي لعام 2020 أن الإمارات احتلت المركز الأول عربياً والمركز 33 عالمياً، فيما احتل الأردن المركز 9 عربياً والمركز 81 عالمياً!!!.

الإبداع.. الإبتكار.. الأفكار الخلاقة.. القدرات الاستثنائية.. تحتاج لقيادات حكومية قادرة على استثمار تلك الطاقات والإبداعات، وتحويلها لقصص نجاح وأرقام على الأرض؛ تنعكس على الاقتصاد الوطني بشكل فعلي، خصوصاً إذ ما علمنا أن النمو في السلع الإبداعية أصبح يزدهر عالمياً بشكل متسارع.

وهذا يتطلب منا أن نواكب ذلك النمو والتسارع لكي نجاري ما يدور حولنا، ونحن قادرون على ذلك؛ ولا ينقصنا شيء حتى نثبت للعالم قدرات الأردن والأردنيين، وها نحن نعلق الجرس مرةً أخرى، فهل من سامع أو مجيب؟؟.. نتمنى أن نسمع رداً على دقات أجراسنا.

21-تشرين الأول-2021 12:44 م

نبذة عن الكاتب